إختارت كريستينا عيد مجالاً كان محسوباً على الرجال فقط، وإجتهدت لتصبح قارعة الطبل الأولى في لبنان والعالم العربي، بعد أن شقت طريقها الفني بمجهود كبير، حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، من شهرة في الوسط الفني، وحب في قلوب الناس، خصوصاً أنها أول إمرأة لبنانية خاضت مجال ألعاب الخفة، وأبدعت فيه.
موقع "الفن" كان له هذا اللقاء مع كريستينا عيد، وتحدثنا معها حياتها واسرار دخولها المجال، وغيرها من الأمور
إلى أي مدى كان والدك الساحر الراحل دكتور ميكي، داعماً لدخولكِ المجال الفني؟
والدي هو أول شخص دعمني في حياتي، وذلك منذ أن كان عمري ست سنوات، في الثامنة من عمري أصبحت أساعده على المسارح، كنت أحلم بأن أصبح مثله يوماً ما، حتى لو كنت إمراة، مع العلم أنه في تلك الأيام، لم تكن هناك إمرأة تقوم بألعاب الخفة، ولا يوجد أمر حلمت به ولم أحققه، وأخذت هذه المهنة من والدي، وأصبح لي 21 عاماً فيها.
كيف إكتشفتِ موهبتكِ في هذا المجال؟
إكتشفت موهبتي عندما كان والدي يمارس ألعاب الخفة أمامي، كان مثلاً يخفي ورقة، وبدوري كنت أفعل ما كان يقوم به وأنجح، فقال لي: "يا محتالة والله شكلك بدك تلقطي المصلحة"، إلى درجة أني كنت أغش في الإمتحانات المدرسية بطريقة خفية، من دون أن يلاحظ الأستاذ.
كيف دخلتِ مجال الموسيقى؟
دخلت في صغري إلى معهد الموسيقى، ودرست البيانو وإحترفت آلة العود .. أحب كل ما هو موسيقى، وحققت أمنيات العائلة، فجدي كان يحب الطبل، حققت له أمنيته وعزفت على الطبل، والدي كان يحب ألعاب الخفة، وحققت أمنيته أيضاً، والدتي كانت تحب البيانو والعود، وحققت لها حلمها.
كإمرأة لبنانية متزوجة، هل تواجهين صعوبات أو تحديات في عملك؟ وكيف توازنين بين الواجبات العائلية والفن؟
لا توجد إمرأة متزوجة ممنوع عليها أن تعمل، حتى في حال كانت المهنة محسوبة على الرجال، مع العلم أن مهنة ألعاب الخفة عرفت أنها للرجال، لأن الناس يعلمون بوجود ساحر وليس ساحرة، أما بالنسبة لمهنة العزف على الطبل، فأنا أول إمراة في لبنان والعالم العربي، تجرأت على قرع الطبول، وظهرت مع الفنانين بالمنشورات، وأصبحت الفتيات مؤخراً يدخلنَ هذا المجال بسبب جرأتي. المرأة هي التي تفرض نفسها، الحمد لله لم أواجه صعوبات، والناس يعرفون أني أعمل في ألعاب الخفة، بالموسيقى والطبل، وعندما تكون سمعتك حسنة كل الناس يتقبلونك، وهناك العديد من الأشخاص الذين تعدوا على المهنة، أو يعملون فيها، وسمعتهم سيئة بسبب تصرفاتهم.
إلى أي مدى تشجعين النساء على أن يدخلنَ مجال القرع على الطبل؟
طبعاً أشجع النساء، لكن المشكلة في لبنان، أنهم يقلدونك ويحاربونك، فهناك الكثير من الأشخاص الذين قلدوني وحاربوني، فكيف لشخص أن يحب عملي ويقلدني فيه، ومن ثم يحاربني؟
هل تفضلين نوعاً معيناً من الإيقاعات؟
أحب كل الإيقاعات، ويجب عليك أن تتففن في العزف على الطبل لتتميز، وأنا أول من كتب إسمه على الطبل، ولدي حوالى الـ 38 طبلاً، وإبتكرت أشكالاً جديدة في الطبل، كما أحب أن أبتكر مشاهد خلال عزفي على الطبل، مثلاً أن أعزف برفقة DJ، برفقة موسيقى أختارها، وأعمل حالياً على أنواع موسيقى جديدة أجنبية، منها اليونانية.
من أكثر الفنانين والموسيقيين الذين يلهمونكِ؟
كل موسيقي يعزف بشكل جيد يلهمني، وتعاملت مع موسيقيين كثيرين، وخلال مشاركتي معهم في الحفلات، لاحظت أن كثيرين منهم هم متعدون على المهنة، بمعنى أن هناك من يشتري أورغ حديثاً وهو لا يزال هاوٍ، وفي اليوم التالي يلقب نفسه بـ"مايسترو"، أو فتاة حملت الطبل حديثاً، تنشر في اليوم التالي أنها ملكة الطبل الأولى في لبنان، لكني أقدر كل فنان وموسيقي في لبنان يعزف بشكل جيد.
ألتزم حالياً بالعمل مع الفنانين أمير يزبك وجاد الزين، وفي حال تم طلبي من قبل فنان آخر، أشارك معه. أما بالنسبة إلى الفنانين الذين يلهموني، فهم ملحم زين وفارس كرم ونجوى كرم وعاصي الحلاني، لأن أشعر أنا هذا جوّي، مع إحترامي لـ أمير يزبك وجاد الزين فهم "حبايب قلبي"، لكن كإلهام إخترت الفنانين الذين ذكرتهم.
بعض الرجال ينظرون للمرأة التي تمارس مهنتكِ على أنها "مسترجلة"، ما تعليقك؟
هناك رجال يرقصون بشكل غير لائق، وهناك متحولون جنسياً، أعتقدت أني أفضل منهم بكثير، لماذا لا يتم إنتقاد هؤلاء الذين ذكرتهم؟ أنا أعمل بتعبي، والحمد لله لدي الكثير من المحبين، وأفرض نفسي عندما أصعد على المسرح.